كيف تنتقم المرأه؟ ....2

احببت فيلم انجليزي -وليس امريكي- لا يبرح ذاكرتي اسمه " الانتقام العذب" ....تدور احداث هذا الفيلم حول مجموعه تنتقم بطريقتها الخاصه لتشبع ما في نفسها دون ان تتعرض لأذى قانوني بقيادة محام شهير.....واكثر ما اعجبني في القصه ان نسبة النساء بالمجموعه تفوق نسبة الرجال بكثير.....فيعتقد البعض ان المرأه لاتنتقم كونها مخلوق ضعيف طيب مغلوب على امره ولكن لها طرقها الخاصه والعذبه في الانتقام وسأطرح عليكم بعض النماذج التي تعايشت معها واقعيا .....

القصة الثانيه

"خطبة ام عبدالله"

ام عبدالله انسانه ذات شخصية كاريزميه متسلطه تعمل ناظره ثانويه وقد فاتت سن الخدمه ومازالتمتمسكه بوظيفتها ....قياديه من الدرجه الاولى ...تقود بيتها ايضا حيث لاوجود ولا كلمة للزوج والابناء و البنات ...تحب الكمال ..وتحاول ان تكون افضل الناس بأي شكل...تحب ابنائها كثيرا وتتمنى لهم افضل المراتب والشهادات و الازواج لبناتها ولأبنائها الزجات....اما حنان بنت مثقفه واعيه جدا في اخر سنة جامعة تحب تخصصها جدا العلوم السياسيه ولها آراء جميله مقنعه دائما بسيطه في لبسها فأناقتها تقتصر على تنوره وقميص مرتبين بألوان هاديه وبحذاء مريح وبعض الاحيان رياضه ....وفي اكثر حالاتها تلبس اللباس الرسمي ...تنوره وجاكيت او بنطلون وجاكيت طويل وساتر ...وتاج وشباصه يهذبن شعرها الناعم ذو اللون البني والطول المتوسط.....لها شخصيه اخرى بين اهلها تمتزج الفكاهه بها والحيويه ....فإن لم تحضر "لزواره" منذ ان كانت صغيره لا يجد الاطفال لعبة يلعبوها فحسها قيادي بالدرجه الاولى ...وطموحه جدا.....تفكر كالبنات في الزواج و الارتباط ولكن لها رأي منفرد عن بنات جيلها حيث انها لا تريد الارتباط بشخص احب شكلها...او عائلتها فقط ...ولكنها تريد ان ترتبط بشخص لعينه وهو يرتبط بها عن قناعه لعينها ....تريد ما توده كل انثى قبولها بعيوبها وبساطتها وعدم تكلفها....فهي لا تذكر المكياج الا من مناسبه الى مناسبه....والكعب ايضا ...فهي رياضيه من الدرجه الاولى تحافظ على صحتها .......

كانت امها شديدة الالحاح عليها في موضوع الزواج ولكنها لاتفضل الضغط على حنان ...فقد كانت امها انسانه مثقفه ايضا ولكنها لأتؤمن بما تؤمن به حنان حين اختيار الشريك......وفي احد الايام تتصل ام عبدالله-زوجة شقيق صديقة عمة حنان الطيبه- لتخطب حنان لولدها عبدالله صاحب الوضيفه المرموقه في السلك الديبلوماسي .....فهو فعلا ما حلمت بها حنان ان تتزوج من شخص في السلك الديبلوماسي ولكنها طالبه وقد كان في حينيها ثورة انهاء الدراسه ومن ثم الزواج .....وماذا عن مبدأها في اختيار الشريك!!! ....سعت امها لأقناعها في الجلوس مع ام عبدالله وحاولت جاهده فلم تلقى في هذه المره رفض حنان الصلب فدخلت عليها من خلال ثغرة الديبلوماسيه .....وقبلت حنان الجلوس وقد ابلغت ام حنان ام عبدالله ان الزياره الاولى فقط للنساء وان ابنتها متردده جدا ....وبين ارتباك حنان وخجلها وجلوس جدتها وامها واختها الكبرى في الداخل مع ام عبدالله ...ساعدتها اختها الكبرى في الدخول لغرفة الضيوف لتزيح عنها ارتباك الموقف الذي تخوضه حنان للمره الاولى رافضة خداع المرأه فأرتدت ملابسها الرسميه ولم تضع المكياج او اي مساحيق

ولم تذهب الى صالون كما يفعلن بنات جيلها...بل ارادت ان تظهر بطبيعتها ....رغم اصرار امها عليها ...فحنان انسانه ترى هذه المسائل من باب المبدأ ....وبملامحها الطفوليه....دخلت مرتبكه وما زاد ارتباكها اصطحاب ام عبدالله لجيش شعبي مؤلف من اخواتها الثلاث و امها وبناتها الاثنتين ....فكل واحدة منهن تدخل حنان الفرازه وتنتقد صفة بها ...احست بدوار ...حاولت ان تستحمل فألتصقت بجدتها ...الى ان خرجوا حتى اصابها هبوط في ضغط الدم مما ادلى الى سقوطها ....

استغربت امها وجدتها واختها كل تلك المظاهر واكتشفوا ان ابنتهم "حياويه" من هذه المواقف وبعدما صحت ...قالت لأمها .....موموافقه....

الام :ليش يا بنيتي؟؟؟

حنان:يما اكو احد يخطب اييب كل هالجيش الشعبي حسيت اني برجع من الاحراج ...يما امه حدها موذربه صراحه شلون تييب هالناس كلها وانتي انتي امي راعية البيت بس معاج ثنتين ....الاخت يايبه خوات الولد وخالاته ويدته....منو بقى افتكر لو منادية السيلانيه بعد وايد احسن ....

قبلت ام حنان فكرة حنان موافقة اياها على ما تفوهت به ولكن كان لها رأي اخر ايضا

الام:بس يا بنتي يمكن الوالد غير عن اهله ...ليش انتي ما ربطتي بين تخصصج ووظيفته....

حنان:عووووع اذا هذي عمتي عوووووع ....يقول المثل قبل لا تضمها اسئله عن امها ....وانا اقول قبل لاتضمينه سألي عن امه....

وتبارك ام خالد اخت حنان رأي اختها بالموضوع:والله يا يما حنونه صاجه ....وامه شكلها قشره وما اتحاجى وانا ....شايفتها من قبل بس الله اعلم وين؟؟؟؟ ماشفتيها شلون تجعم خالتها ام ريلها جدامنا ...وشلون لا بغوا يتحجون طالعوها كأنها تعطيهم الاذن

الام:يا بناتي يا حبيباتي تو الناس على هالحجي ترى ما صار شي بس اللي صار ان هالناس يووو وشافوا احلى البنات اللي ما يهتمون بنفسهم وبس ....وممكن يصير قبول ورفض من ناحيتنا اومن ناحيتهم ...فكري و استخيري

استخارت حنان للرفض وليس للقبول...وماهي الا ثلاث ايام الا واتصلت ام عبدالله على ام حنان قائله :والله ماكو نصيب .....فردت عليها ام حنان :الله يوفقكم ان شا الله وتلاقون اللي احسن من بنتي

ترد عليها ام عبدالله رد غير لائق:بس ماظنتي بنتج بتلاقي احسن من ولدي.......تنصدم ام حنان ....

حنان:يما يما شفيج شقالتلج هذي ؟؟؟؟

الام بغير وعي:قالتلي ماظنتي بنتج بتلاقي احسن من ولدي

استغربت حنان رد ام عبدالله فمن عبدالله حتى تقول لبنات الناس هكذا واحست ام حنان بغصه وتقول قلتيها يا بنيتي قبل لا تضمينه سألي عن امه......وقد كانت ام حنان حساسه جدا تجاه بناتها اكثر من بناتها نفسهم ....فأرتفع عندها السكر لهذه الكلمة التافهه

وبعد يوم تتصل عمة حنان على ام حنان لتسألها عن الخطبه وتتفاجأ ام حنان فلا احد يعلم من ناحيتها فتقول لها عمة حنان :والله يا ام فهد ولد اخو رفيجتي يبي مره بمواصفات حنان بنتج....تفكيرها وعقليتها وعمرها وحتى شكلها...فنعت لهم حنان بنتج شيخة البنات بس انا وصديقتي-عمة الولد-كانت ايدنا على قلوبنا من امه, الولد زين وماعليه خلال لكن امه نسره.....ولسانها بذي ..وعلاقتها بحمولتها عبدالله ولدها ...بس ...لكن يا مرت اخوي ...ماكان له داعي ان هالمره تطلع من بيتكم واتحجة فيكم تقول بنتهم امهتمله!!!! ....شبتسوي باجر حق!! ولدي اذا بخطبتها جذي؟؟؟....وان بنتج زرعتهم ....وانج انتي بس حطيتيلهم جاي ...وكلام ماله داعي....الصراحه انا وصديقتي تحسفنا وكاهي رفيجتي بتعتذر منج ....وتعتذر عمة الولد....وتنسى القصه ام حنان ...ولكن حنان لم تنسى...وتنتظر الفرصه ان سنحت الظروف

تبين لها من عمتها وصديقة عمتها ...ان ام عبدالله لم تعجبها حنان لأنها عرفت ان شخصيتها قويه وتريد ملكة جمال لعبدالله حتى تتباهى بها اما النساء...ولكن لم الحديث عني وعن اهلي بهذه الطريقه ونحن لم نرتكب الا كل كرم....رغم الجيش الشعبي الذي اصطحبته الاخت

وسبحان الله تدور الايام وبعد سنة و اربع شهور يخطب عم عبدالله ابنة خالة حنان وحبيبة حنان وقد كان من افضل الرجال....وتثأر حنان لانوثتها ...ولامها في المبالغه بالكشخه ...وشراء افخم بدله فظهرت في الحفله كأنها عروس ثانيه ...وهي تتمايل بجسمها الرياضي الممشوق على

ياناعم العود يا سيد الملاح

ياناعس الطرف ارحم حالتي

ليت للغرام حاكم والله لأشتكي

وكان الاغنية تتحدث عنها وام عبدالله في شك هل هي حنان ام اخرى

فتنظر لها ام عبدالله من جديد وترى وجه اخر وطله اخرى ممزوجه بالحيويه حيث لا تحلى الحفلات الا بوجود حيوية حنان ..فالحفل سعيد حتى العروس تضحك اذا حنان اشرت لها بيدها..ترقص الكبير قبل الصغير.....هبت ريح تحترم وتقدر الكبير والصغير....ولكون ام عبدالله من الناس اللي ما يستحون عادت مرة اخرى تفكر في حنان لولدها حيث لم تجد ملكة الجمال الموعوده الى الان وهاهي حنان متخرجه تعمل في مكان مرموق وجميله وانيقه ....ففكرت في اعادة الكره ....

تمنت حنان هذه اللحظه واستغربت امها قبول حنان قدوم ام عبدالله وابنها واشترطت قدومها وابنها فقط من غير اي توابع ووافقت ام عبدالله على الطلب ....وقامت ام عبدالله ونشرت الخبر على كل من تحب ....

وساور الشك قلب ام حنان لفعلة ابنتها فقلب الام دليلها ....وقالت لها في يوم الرؤيه

الام:حنون ...شناويه عليه

حنان: بتعرفين قريب

جلست حنان مع عبدالله في ناحية من الغرفه وامه وامها في الناحيه الاخرى ....كان حديثة جميل..ولكن شكله اقل من العادي ....ولد اسمر سمار الكويت ونحيل ..فهمت من حديثة ان وظيفته الحاليه أتت بعد حب خشوم ...وانه درس على حساب واهله ...وفهمت انه ليس ديبلوماسي حقيقي ...لأنه يفتقد لكثر من ثقافة الديبلوماسيين.....اكثر ما يميزه خفة دمه ...وخضوعه لأمه ..وابتاسمته العريضه....ولكن حنان تنتظر خروجه ...فلم يعد الانسان الذي تمنت قبل ان يدخل .....وهي تجد امها تجلس مع من اهانتها واهانت بيتها وابنتها ....ولم تعتذر الا في خطبة اخرى كأنها تقدم ابنها هدية لمن تحدثت وجعلت اخواتها يتحدثن معها على ملء الاذان.....

واتصلت في اليوم الآخر ام عبدالله....وطلبت ام حنان مهله ....اسبوع ...ثم الثاني ...وام عبدالله وابنها يجلسون على اعصابهم....فهي البنت الوحيده التي اعجبت بها ام عبدالله وهي تتنقل من بيت الى بيت على مر اربع سنوات ...وابنها صاحب الشخصيه التابعه لم يعارضها ...فقامت حنان بطلب الجلوس مره ثانيه مع عبدالله وام عبدالله ...ووافقا ...فأملت عليهما شروط ....في جلستها

وكانت شروطها انها تسكن في بيت اهلها في احد شقق الايجار لديهم ...كما ابلغتهم عن اكمال دراستها في مجالها ...وافق عبدالله بضجر من والدته ورغما عنها ....واتفقت ام عبدالله وام حنان على يوم خطبة الرجال ....

وقبل خطبة الرجال اتصلت ام عبدالله لتتأكد من الموعد

وردت ام حنان عليها ...

يا ليت ما تواخذونا البنت استخارت ....

ام عبدالله:يعني شنو؟؟

ام حنان: ماكو نصيب

.

تمت